بنوتات ركن الأخوات العسلات تعالوا معي نتعرف على هذه الفترة المهمة فى حياة البنت المقبلة على الزواج
معنى الخطبة وكيف تتم ، وما هي حقوق الخاطب وماذا يحق له أن يرى في مخطوبته، وما هي حدود العلاقة بينهما؟
يقول الاستاذ خالد عبد العال في كتابه ( فن صناعة الحب ومعاملة الرجال)ص28:
" فالخطبة هي أولى خطوات الزواج، ولكن يجب أن تعلمي أولا أنها ليست الا وعدا بالزواج، فهي ليست
عقدا يصير للخاطب به أن يجلس اليك ويتسامر معك ويرى منك ما يرى الزوج والأهل والمحارم ... لا.. بل هي
وعد بأن يتزوجك، وربما عنّ له أن يتخلى عن هذا الوعد في أي وقت من الأوقات ولذلك وجب الحيطة والحذر
وأن لا تكون هناك تنازلات أو تهاون من قبلك أو تمادٍ في العلاقة بين الخاطب والمخطوبة".
*************
وإن من حق الشاب والفتاة أن يطمئن الى أنه قد أحسن الاختيار بمن يريدها أو تريده زوجا لها وذلك عبر
النظر اليها والاطمئنان الى مظهرها وكذلك الجلوس معها ومحادثتها عبر وجود محارمها الشرعيين ، فقد جاء
رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم وهو المغيرة بن شعبة رضي الله عنه وأخبره بأنه خطب امرأة فقال له
النبي صلى الله عليه وسلم :" انظر اليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما" وفي
حديث آخر قال صلى الله عليه
وسلم :" إذا خطب أحدكم المرأة -أي عزم خطبتها- فإن استطاع أن ينظر الى ما يدعوه الى نكاحها فليفعل"
وليس هذا للشاب بل هو للفتاة كذلك حيث من حقها أن ترى من الشاب ما يرغبها في نكاحه.
" والإسلام إنما شرع هذه الرؤية وهذا النظر ليبصر كل من الرجل والمرأة ما في الآخر من ميزات وعيوب وما
يستطيع أن يتقبله كل منهما فيمن سيكون شريكه في الحياة حتى لا ينهدم البناء بعد تمامه وتتشقق العلاقات
وتتصدع الزوجية ويكون الانفصال بسلبياته النفسية والاجتماعية من نصيب الطرفين".
ورأي جمهور علماء المسلمين بجواز النظر الى وجهها وكفيها فقط وليس غير ذلك ،فإذا ما تمت الخطبة
فليس للخاطب شيء حتى يتم العقد فهو كالأجنبي عن المرأة تماما لا يرى منها شيئا ولا يخرج معها ولا
يجالسها بخلوة.
*******************
* يقول الأستاذ حسين محمد يوسف في كتابه ( اختيار الزوجين في الإسلام)
:" إن قبول الخطبة لا معنى له أكثر من أنه اتفاق أو مواعدة بين الطرفين على اتمام عقد الزواج متى توافرت
أسبابه وتيسرت ظروفه وتحققت شروطه والمفروض شرعا أن الاتفاق ملزم للطرفين وأن المواعدة واجبة
الوفاء بل إنها بالنسبة لأهل التقوى كل شيء، ولا يقلل من قيمتها افتقادها للشكل القانوني. ولكن الاحتياط في
هذا الزمان أوجب وألزم ، فقد تغيرت المقاييس وتبدلت العادات والتقاليد واختلط الحق بالباطل والحابل
بالنابل وترتب على ذلك الكثير من الفتن والمآسي وأصبح من الضروري لمن يحرص على سلامة دينه وعرضه
أن يتقي الشبهات وأن يأخذ بالعزائم، ومن ثم فإن قبول الخطبة أو إعلانها والاحتفال بها لا يجب أن يغير من
وضع الخطيبين شيئا
***********************
ولا يصح أن يستحل به ما حرم الله ، أو أن يحرم به ما أحل الله ولا يترتب عليه للرجل أي حرمة أو سلطان
ولا تستحق به المرأة أي نفقة أو إلزام لأنه ما زال بالنسبة لها أجنبيا عنها وما زالت بالنسبة له أجنبية عنه ،
وقد يستجد من الأمور ما يؤدي الى فسخ الخطبة دون أن يعتبر مخالفة قانونية أو يترتب عليه أية حقوق
شرعية.
إن المرأة المسلمة يجب أن تكون في مأمن على دينها وشرفها وعرضها وبعيدة عن مواضع الشبهات ولتعلم
أن تماديها في العلاقة مع الخطيب يقلل مكانتها عنده ويجعله يستهين بها، ذلك الى جانب ما هو ممكن الوقوع
فيه من المصائب التي نعاينها ونسمع بها في كل وقت".
* وأما فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي فقد أجاب لمن سأله قائلا له :" تقدمت لخطبة فتاة من أهلها فوافقوا
وقبلوا وأقمنا لذلك حفلا دعونا فيه الأقارب والأحباء ، وأعلنا الخطبة وقرأنا الفاتحة وضربنا الدفوف ، ألا
يعتبر هذا الاتفاق وذلك الإعلان زواجا من الناحية الشرعية يبيح لي الخلوة بخطيبتي لا سيما أن ظروفي حاليا
لا تسمح لي بعقد رسمي شرعي يوثقه المأذون ويسجل في دفاتر الحكومة"؟!
فكان جواب الدكتور القرضاوي أطال الله عمره:" الخطبة لغة وعرفا وشرعا شيء غير الزواج ،فهي مقدمة له
وتمهيد لحصوله والعرف يميز جيدا بين رجل خاطب ورجل متزوج والشريعة كذلك فرقت بين الأمرين تفريقا
واضحا ، فالخطبة ليست أكثر من إعلان الرغبة في الزواج من امرأة معينة ، أما الزواج فعقد وثيق وميثاق
غليظ له حدوده وشروطه وحقوقه وآثاره ... والخطبة مهما يقم حولها من مظاهر الإعلان فلا تزيد عن كونها
تأكيدا وتثبيتا لشأنها ... والخطبة على أية حال لا يترتب عليها أي حق للخاطب إلا حجز المخطوبة بحيث يحظر
على غير الخاطب أن يتقدم لخطبتها، وفي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :" لا يخطب
أحدكم على خطبة أخيه" والمهم في هذا المقام أن المخطوبة أجنبية عن الخاطب حتى يتم زواجه بها ولا تنتقل
المرأة الى دائرة الزوجية إلا بعقد شرعي صحيح والركن الأساسي في العقد هو الإيجاب والقبول وللإيجاب
والقبول ألفاظ معهودة معلومة في العرف والشرع وما دام هذا العقد بإيجابه وقبوله لم يتحقق فالزواج لم
يحدث أيضا لا عرفا ولا شرعا ولا قانونا وتظل المخطوبة أجنبية عن خاطبها لا يحل له الخلوة بها ولا السفر
معها دون وجود أحد محارمها كأبيها أو أخيها.
***************************
إن نصيحتنا للسائل أن يعجل بالعقد على خطيبته وإذا لم تسمح ظروفه بذلك فالأجدر بدينه ورجولته أن يضبط
عواطفه ويكبح جماح نفسه ويلجمها بلجام التقوى ولا خير في أمر يبدأ بتجاوز الحلال الى الحرام. كما ننصح
الآباء والأولياء أن يكونوا على بصيرة من أمر بناتهم فلا يفرطوا فيهن بسهولة باسم الخطبة ،والدهر يتقلب
والقلوب تتغير والتفريط في بادىء الأمر قد يكون وخيم العاقبة، والوقوف عند حدود الله أحق وأولى { ومن
يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون}( 229 البقرة) { ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم
الفائزون}( 2-النور)" الى هنا فتوى القرضاوي.
**********************************
وهذه فتوى للشيخ الدكتور عبد الله الفقيه اسوقها إليكن
كيف تتم الخطبة في الإسلام؟ و هل يسمح للخطيبة و خطيبها الخروج إلى الأماكن العامة؟ و هل من المسموح للخطيبة التزّين لخطيبها؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا أراد الشخص التزوج من امرأة فليسأل أولاً عن دينها، فإذا كانت صاحبة دين استخار الله في الزواج
منها، فإذا اطمأنت نفسه لها فله أن ينظر إليها، وإلى ما يدعوه إلى نكاحها، ولو بدون علمها أو علم وليها،
ولكن من غير خلوة. أو يرسل إليها من النساء الثقات من تأتيه بأوصافها.
ثم يرسل إلى وليها أو إليها برغبته في الزواج منها أو يتكلم إليها مباشرة، فإذا كانت الموافقة فلا مانع أن
يجلس معها بحضور محرم لها، وينظر إلى وجهها وكفيها وله أن يكرر النظر ويتأمل محاسنها إذا لم يحصل
المقصود إلا بذلك، ولكن لا يكون نظره إليها نظرة شهوة وتلذذ.
فإذا أعجبته أقدم على الزواج منها إن رغبت فيه، وإن لم تعجبه أو لم يعجبها فليكن أميناً على ما رأى ولا
يحدث به الناس.
فهذه هي الخطبة الشرعية. ولا بأس بما تعارف عليه الناس من إقامة الحفلات والولائم في مناسبة الخطبة،
لكن بشرط أن لا يتخللها محظور شرعي كاختلاط الرجال بالنساء الأجنبيات، وتبرج المخطوبة أمام خطيبها،
وما يعرف بلبس الخاتم (الدبلة) ونحوه من المنكرات الدخيلة على عاداتنا تقليداً للمجتمعات الكافرة، فإنه لا
يحل له مس شيء من بدنها، ولو كان إصبعها
ولا يجوز للمخطوبة الخروج بمفردها مع خطيبها، ولا الخلوة به، ولا أن تبدي له من زينتها غير ما ذكر سالفاً،
لأنه لا يزال رجلاً أجنبياً عنها هو وغيره من الرجال الأجانب سواء، حتى يعقد عليها عقد النكاح. فإذا أتم العقد
فلها أن تجلس أمامه وتتزين له، وأن تخرج معه إلى الأماكن العامة لأنها أصبحت زوجة له، وليراع في ذلك
الآداب الشرعية والعرفية، بأن يستأذن وليها حتى لا تحدث الخلافات والمشاكل من أول الطريق، الأمر الذي قد
يؤثر على العلاقات بين الأسرتين.
والله أعلم.